الأربعاء، 7 مارس 2012

أُنثى اللحظات


. .



أيا سيدة تمتد بي من أقصى الذاكرة الى أقصاها..وما امتداد ذاكرتي إلا سراب يحسبه الظمآن ماء!. كسوتني بالكثير من الأسئلة وبالحيرة, وبالكثير الكثير من الخوف!.
حين أزف الغياب..
هنالك انقطع شريط الذاكرة, وما عادت تُسعفني التعاويذ لاسترجاعها ولا الصلاة. استجدي الأيام حفنة من ذاكرتها, لكنها لا تستجيبُ أيتها الندية ! وآآه كم هو مرهق هذا الإستجداء.

يا سيدتي حين أفلتِ..أفلت معك العصافير وتخاصمت الزهور ولم تعد الأوراقُ صديقةً للندى, وإنفلت عقد اللحظات فغدت راحلة كما جاءت ..! ما بقي في الجوار سوى البحر الذي عهدناه يهدر بداخلي, ومراكبُ من أسئلة تنتظر أشرعتها رياح الأجوبة التي ربما كانت تحوم في الجوار, وربما لم يُأذنُ لها أن تهب. ما بقي للآن هو الخوف! نعم يا سيدة الربيع,.لم يبقى سوى الخوف على النى أن تسكبهُ الأوراق فتشربه الأرض الملح! ويعتصرُ البحر ولا صوت لأنينه.

كم تتمناك العيون وكم تخيب الظنون يا سيدتي! ألستِ المتحدرةُ من أطراف الغربة حيثُ الذاكرة الجميلة؟ ألستِ النجمة في سمائي جاءت من البعييييييد, من مجرة لا نعرف اسمها فأصابت أعيننا بضيائها وسلبتنا النور, وحين أفلت غشينا الدامسُ.
يا سيدتي وللحديث شجون..في النفس أمنيةٌ سائحة, وللسماء أكفٌ سابحة, وللعين وللقلب وللجسد رغبات جامحة, وللمغامر في جوف البحر نزوات..وخوف..ورجاء..ويبقى بين كل ذلك..الأمل!

داؤد الجلنداني
مارس 2012
مسقط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق