يأتيني صوتُها محملاً بشوق المغتربين، وبسكينة المؤمنين الصادقين، يأتي
كَيدٍ حانية على رأس طفل يتيم جاء للحياة دون أن يشاء دون أب أو أم، ودون أن يعي
كيف ولماذا هو هنا بين هؤلاء الغرباء الذين يمطرونه بالشفقة وبالتعازي وببعض
الألعاب التي يُسكنّون بها وخز ضمائرهم. يأتيني صوتها الحاني -دون إشارة- فيسيل
أنفي وتقطُر دمعتان على لوحة المفاتيح، مشوبة بملح الانتظار وحرّ الفقد، وبغصة تصل
للحلق ولا تخرج كبكاء خشية الحاضرين، هي تقف مخنوقة في أعلى الحلق فلا سبيل
لإخراجها ولا طريق لكتمها، ولا أجد إلا أن ابتلعها لأغُص بها أكثر. ماذا يفعل
الشوق بقلوب العاشقين؟ يُربيها على الشوق أكثر. يتوقف التسجيل الصوتي فأُعيد
الاستماع إليه مجدداً، هكذا أتعايش مع غيابكِ، ومع حقيقة أنني أحبكِ أكثر.
15-9-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق