صديقي
الذي في السماء..
لن
أقول كيف الحال، فحالك دون شك مني أفضل بكثير مما كنت عليه، ومما قد نكون نحن
عليه. لو أنك يا صديقي تأتيني على هيئة طيف يرتدي بياضه، لو أنك تأتي كحلم بين
كومة الكوابيس التي تعصف بأحلامي وبالرؤى فتخبرني كيف هي السماء هناك. هل هي زرقاء
كسمائنا، هل شمسكم حارقة كما هي في بلادي؟ هل ينزل المطر شحيحاً كهُنا ام أنه يهطل
سيلاً، ام أنه لا يهطل أبداً؟
البارحة
وأنا أتصفح الصور القديمة في هاتفي المركون في زاوية بأحد الأدراج، كي لا يوجعني
التجول فيما يحتويه، رأيت صور العشاء الذي جمعنا سوية، كان عشاءً مُهدى إليّ من
حبيبتي، أرسلت إلي دعوة كريمة ومفاجئة الى أحد المطاعم التي اختارتها وهي في مدينة
أخرى في قارة بعيدة. جعلت الدعوة لشخصين، قالت لي خُذ معك من يشاركك اللحظة عوضاً
عني بينما أكون طيفاً يشاهدك مستمتعاً وضاحكاً، ولا أخفيك أنني لطالما تخيلتها
قريبة، لذلك كنتُ أرقب الكرسي الخالي في الطاولة القريبة.
لا
أدري لمَ اخترتكَ أنت بالذات من بين الرفاق، لكنه القدر يا صديقي، كان يعلم أنه
سيكون آخر العهد بنا في تلك المدينة البعيدة، كان يعلم –وكعادته في إدهاشنا- بأنه
لا بد وذكرى أخيرة بيننا. كنا ليلتها بكامل أناقتنا كما طلبتُ منك، فهذه دعوة
كريمة من حبيبة غالية، لا يجدر أن نقابل كرمها إلا بأناقة كالتي تُشبه روحها.
كيف
يبدو كل شيء هناك يا ابراهيم؟ هل تُعاكس الحور كما كنت تفعل في الأرض؟ ام أنك أشد
حرصاً هناك؟ لا عليك يا صديقي فلا بُد وأنك تُجيد التعايش مع الوضع الجديد. لا
تُطل الغياب يا صديقي، زُرني ولو طيفاً عابراً فأحلامي تعصف بها الكوابيس كما
أخبرتك.
8.9.2015
11:07
PM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق