الأحد، 9 أغسطس 2015

قشة لغريق

..
يا سيدتي والعمرُ يذوي أمام ناظريّ!!
يا سيدتي وكلُ الخطايا عظيمة
وأنا لا أملكُ طهر الأنبياء ولا براءة الطفولة
لكن بي أملٌ أن تنشق السماء عن نورٍ ربانيٍ
فيتعمّد على جبيني..
ويمُوج بداخلك عطفٌ لا شك لدي فيه!
فمنكِ بذرة الأنبياءِ ورسالة السماء..
..
يا سيدتي وكل الرزايا عظيمةٌ
ولا أملك لبوس القديسين
ولا سحنة الصالحين
ولا يتصل نسبي لمريم العذراء ولا لفاطمة
فأقول أنني لا أُخطئ
أو أنني لا أستحق الصفح عني!
..
يا سيدتي!
وكل ما يأتيني من الماضي السحيق
-الذي لا أذكره منه سوى نفحات السماء-
يحُثني نحوك!
لا لشيء سوى أنك تحملين من الحبِ والنورِ
ما يتسعُ لمقترف مثلي!!
..
بي ما لا تحتمله الأرضُ من الخطيئة والسواد الذي تُفجره عقدة الذنب!
وبي أيضاً !
من الأمل والفرح ما لا تقوى جبال عاشت قبلي ملايين السنين
فظهرت قاسيةً صلبةً صلدةً
إلا أنني أحمل أكثر من قوتها أملاً في أن تجودي..
وأن تلوذي بالركن القصي في قلبك لتعثري لي على فسحةٍ شاغرة
لعودة طير ضلّ الطريق إلى عشه وكدّرته المسافات!
..
ولعلّك يا سيدتي
تجدين لي في ذلك الركن القصي البعيد شرياناً
ينبض.. فأتمسك به تمسك الغريق بقشة!
واتركيني بعدها لأطفو..
إرمي لي طوق النجاة لمرة أخيرةٍ ووحيدة!
واتركيني لفيروز الشطآن ليأخذني لرمل الأرض
وأعبر بعدها للحياة!!
فأنا قادم من الموت
هل سمعتِ قبل هذا عن رجل قد عاد من الموت؟!!

8-8-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق