-كوب الشاي-
ذلك الصباح كان يشي بأمر ما سيحدث ولا شك, إبتداءاً من الإتصالات
التي أيقظتني من نومي في يوم إجازتي. يُصر أحمد على حضوري للمكتب حيث أن هنالك
سيدة أبت إلا أن تقابلني تحت مسمى "استشارة خاصة" ولم تجد من بد كل المحامين
إلا أنا لكي تنسف أحلامه الجميلة ذلك الصباح!
نهضتُ من سريري بتثاقل, فكعادتي -التي تكرهها أمي- بتُّ
ليلتي الفائتة في مشاهدة فريقي المفضل لكرة القدم. لم يكن حمامي بطيئاً –كعادتي ايضاً-
هذه المرة, فأمر تلك السيدة كان يشغل بالي, وإصرارها لمقابلتي أنا بالذات حمل في
طياته عشرات الأسئلة. قد تكون أم تلك الفتاة التي أرسلتُ لها قُبلة طائرة من نافذة
سيارتي ونحن ننتظر عند اشارة المرور !. لا لا لا يمكن ذلك, فتلك الفتاة ابتسمت لي
حين فعلتُ فعلتي الخبيثة. حين خرجتُ من الحمام كان هاتف يصرخ برقم غير مألوف
بالنسبة لي, قمت بالرد فكانت تلك السيدة أيضاً تحُثني على القدوم سريعاً !
اووووه! لماذا يحدث هذا لي أنا بالذات! نبرة صوتها لا
تشي بشيء على الإطلاق! قد يكون أمراً عادياً, ولكن خوف النساء ووسواسهن هو ما
يجعلها تُلح هكذا. حين وصلتُ كانت تنتظرني في مكتبي, أنبتُ أحمد على سماحه لها
بدخوله حيث أنني لا أسمح لأحد بذلك لسرية الملفات التي تفترش طاولتي والأدراج.
دخلتُ ورحبتُ بها عارضاً عليها شرب الشاي معي, فما كان
منها إلا أن وافقت شرط أن أشرب الشاي في
الكوب الذي أحضرته معها ! سيدة تحمل كوب الشاي في حقيبتها ! سرٌ آخر من أسرار تلك
الحقيبة العجيبة التي نتفنن نحن الشباب في تخمين محتوياتها.
-كيف أستطيع مساعدتك سيدتي؟
-ما الذي تُحبه في الفتاة!
-هل هذا ما جئتني لأجله!!؟
-ليس هذا فقط. أجبني من فضلك
-حسناً..جميلة, مثقفة, عصرية, استثنائية, و...
-توقف! هذه هي الكلمة..استثنائية! هذا ما جئتك لأجله!
وردت هذه الكلمة في مدونتك كثيراً ! جداً ! أنا استثنائيةٌ أكثر مما تحلم.
اخرجت بطاقة الأعمال ورمتها على مكتبي ورحلت! أخرجتُ
نفسي من خلف طاولتي وأسرعتُ وراءها
-سيدتي.. كوب الشاي هذا يخصك !
-إنهُ لك. سترتشفني كل صباح أيها المتحاذق!
-داؤد الجلنداني-
مارس 2012
مسقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق