الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

وهي تُعدُ الخبز



تُعد الخبز بالثوم لكلينا مستعينة بوصفة ايطالية. أقف على مسافة مترين، تبتعدُ عني بدهرين! تهرب الأحاديث منا فيلوح صمت مُربكٌ. أجلس على الكرسي أشاهدها وهي تتحرك في المطبخ. أقتربُ لأساعدها، تُفضل ألا نُفسد الخبز فأبقى أُراقبها. تدهن الخبز بطبقة من الثوم المسحوق، ثم تنثر الجبن المبشور على قطع الخبز الفرنسي الدائرية وتُزينها بقطع الطماطم الصغيرة التي تضعُها برفقٍ أصابعها الرقيقة المنحوتة بعناية كنقش على جرس الكنيسة القريبة.
تعابير وجهها تطفو على المشهد كريشة على سطح بحيرة هادئة، شفتاها فقط تمتد قليلاً للأمام كعادتها حين تركز على عملٍ ما. ترجف بين ضلوعي رغبة في احتضانها، ترتعش يدي لمجرد أنني أتخيلها على ظهر يدها. فاتنة وساحرة هي، قريبة من الروح وتسكن القلب بين نبضتين، حتى حين تبتعد مسافة مترين ودهرين!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق