حبيبة قلبي ..
يا مطر الشتاء وتوت الربيع..يا ثمار الصيف ونسائم الخريف..يا سنين العمر من طراوة الطفولة الى عجز المشيب..أيتها الأعمق الأقدم من الخرافات والأساطير..أيتها الحاضرة لأبعد المجرات وأفق الفضاء..يا ياسمينة عمري فوًاحة بعطرها الخمري وعبيره.
تلفني مساحاتُ الإشتياقِ الى ايامنا المعتقةِ بشذى ابتسامتكُ الملائكية، وصدى الحروف يصفق بجدران قلبي، ويداك كـ عصى الموسيقار تُأرجحُ أنغام الآلات كيف تشاء وتشتهي ، فتطرب عيني لمرئ أصابعُكِ وهي تنقر على طاولة الإنتظار ، وتعمل يداي كمسندتين لرأسي خشية السقوط دهشة وذهولاً .. ولهاً وهياماً .. شوقاً ورجاءً .. فلا يحتمل عقلي إغراء أصابعك المخملية وأنا ذو القلب الضعيف .. وتعلمين !
يا حاضرة ممالك الشرق ومدن الإغريق والريف اللندني يا عاصمة النور والموسيقى .. لا يوتَرني شيءٌ كما تفعل أصابعُ يدُكِ ! إنها تنهش قلبي، تمخره عرضا وطولاً، تمدده وتكمشه، كما تفعل الموسيقى بمشاعر البشر، ترفعهم لأقصى سماء طرباً وتهوي بهم لأدنى أرض شجناً، تُأرجهم ، تُسكرهم وهم ثملى بها، إنها سر القلوب وسيجارة العشاق وقهوة الأدباء وأنا موسيقاي أصابعك. إنها أوتار العود والقانون والكمان، تسحر الأذن لصوت عزفها، وتُبهر العين لتناسقها، وتذهل لملمسها يداي. أنتِ عذاب قلبي وموسيقار قلبي ويداك عصاك، توجهين جهاتي أين شئتِ! وأنا لا أملك إلا أن أوجهني شطر أصابعك فــ أنا أعشق الموسيقى !.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق