.. أكاد أجزم بأنك ستسرين كثيراً بهذه الرسالة والتي كنت آمل أن أكتبها لك في ظروف أقل وطأة من الآن !
سأخبرك بما حدث . تعلمين أنني عدت في الرابعة فجراً من المطار بعد أن أوصلت أصدقائي الذين تتجه بهم الطائرة الآن الى أوروبا . أوصيتني أن آخذ قسطاً كافياً من النوم ، وهكذا فعلت ! . صحوت فكان صباحي هادئاً على غير العادة ! ما كنت اعلم أن غياب الأصدقاء سيسبب هذا الهدوء الغريب نوعاً ما! أفتقدهم بعض الشيء ، ولكن علي أن أعتاد على غيابهم خلال الأيام القليلة القادمة. كنت أجلس وحيداً في الشقة بالدور الثاني في احدى بنايات الحيل الشمالية ، حين بدأت في اكمال الرواية التي اقترحتي علي شرائها من معرض الكتاب الأخير. وجدتها جميلة ، واكتشفت أن شرهي للقراءة قد عاد مجدداً . ربما لوصفة الكتب الشهية التي اقترحتها .
حبيبتي دونا ..
صباحك عصافير قلبي ورذاذ روحي ..
أعلم جيداً أنني اشتاقك .. أشتاقك للحد الذي يفوق الإدراك ، لكن ما يهوّن على وطأة الشوق هذا هو الأمل برؤية وجهك الحبيب في القريب. ها هو الشتاء يودع مسقط مدينتنا الجميلة ، وها هي مكيفات الهواء تبدأ بضخ متعة البرد . كنت مستلقياً على الأريكة وأنا أقرأ حين شعرت بحاجتي للكتابة إليك . أتوق لرؤية ابتسامتك العذبة حين تقرئين رسالتي. أخرجت جهازي المحمول من الحقيبة لكنني تذكرت بأنني نسيت احضار الشاحن معي من الشرقية حين جئت الى مسقط بالأمس. هل استسلمت ؟!
بالطبع لا . ركبت سيارتي واتجهت الى مقهى الإنترنت القريب. حين وصلت تذكرت أنهم سيطلبون بطاقتي الشخصية ، لذا عدتً لاحضار محفظتي الأخرى من الشقة . الحرّ مرهق للغاية .. للأفكار خصوصاً ! شعرت أنني بدأت بفقد الأفكار التي كنت أنوي الكتابة لك عنها . السائقون هنا لا يعطونك فرصة للدخول حتى وإن كان نصف جسم السيارة في الشارع! الكل في عجلة من أمره في الثانية والنص ظهراً كما أرى الآن . هل هو هرب من لهيب الشمس والذي لم يصل لأوجه بعد ، ام ترى هي البطون الجائعة . ربما بعضهم في شوق للحبيبة > ابتسمي قليلاً أرجوك !!
أميرتي ..
لسوء حظ حبيبك فهو غارق في إلتزامات كثيرة ، في مجملها تافهة لكنني ملزم بها . لا تظني انقطاعي عن الكتابة إليك في فلك هو استهانة مني أو أنني أًسعد بهذا . لا على الإطلاق يا صغيرتي ، فما أحب إلي شيء من البسمة التي تزرعها "فلك" فيك ، حتى وإن كان ما اكتبه لا يأتي بجديد إلا أنك تسرين به. هذا يبقيني مستمراً . وعدتك بأن تبقى "فلك" ولا تنطفي .. أجدد وعدي لك بذلك !
..
....
..
........
نسيت ..
نسيت ..
نسيت ....
الجو في هذا المقهى خانق للغاية والأفكار تنسل مني !! سأعود للشقة ، وللوصفة التي اقترحتها علي بإنتظار إطلالة عصفورك الصباحي علي . لا ترهقوا أنفسكم بالتفكير فيما قلت ! لن يفهم إلا هي . على فكرة ، يروقها أنكم تتهون بعض الشيء.
أميرتي دونا ..
من بدايات الصباح لاحتضارات المسا
أشرب أنفاسك حبيبي وما يفارقني الحنين
أميرك
دوني
3:20 ظهراً
|
\
\
هنيئا لها .. ولكـ
ردحذفأطلت الغياب !
ردحذف