،
’
’
(1)
خليفة .. محمد
قبل أربع سنوات يا أصدقائي ! شقة صغيرة تضمنا في وسط مدينة " الأضواء " برزبن . كيف احتوتنا ، وكيف ضمت بين جدرانها شغب المراهقة وعنفوان الشباب ومرح الأحبة !كل ذلك قبل أربع سنوات . جاء كل واحد منا منفرداً ، الأول إلتقيته مصادفة في ملعب كرة القدم ، أُسدد الكرة فلا يستطيع صدها ، والآخر يعرضُ الوطن في ساحات الكوين ستريت ! وكان أطولنا مع صغر سنه !.
واليوم ! أنا هنا لا زلت وفياً ! أما أحدكما فقد سبقنا للوطن وبدء مسيره ، والآخر لم تكفِه الست ساعات ليفصلنا الزمن عنه ، فأضاف إليها أربع أخرى . تمضي بنا الحياة أيها الأصدقاء لغير ما نشتهي .
خليفة ..
لم يعد هنالك الكثير لنخشى عليه ، حماقاتنا كثيرة لكننا لا نلبث نكررها في دائرة مفرغة من كل شيء . نقف أمام مبادئنا ونموت دونها لكنه الزمن البغيض من يغيرها دون حتى أن نشعر بذلك . كم هو مؤلم حين تنتزع الحياة منا براءتنا على حين غفلة . البراءة أثمن ما نملكه ! وأكثر شيء نبكي لفقدانه .
محمد ..
أخاف كثيراً من القادم يا أبا راشد . ربما لا أُجيد قراءة الأوراق لكنني أملك حدساً لا يخيب . ما أخشاه أن يؤتى بي على حين غُرة قبل أن " أُملكها قلبي وروحي " أمام الخلق . سعادتي في ظل من أهوى يا صديقي ! حقيقة بازغة كنور الفجر المطل من شباك غرفتي !
. . .
(2)
أحبائي ..
لا أعلم كيف فاجأني الحنين إليكما هكذا !الغريب أنه تفجّر وأنا أستمع لأغنية لا أعرف لغتها على الإطلاق ، لكن بها من الشجن والموسيقى العذبة ما يدفع للحنين لماضٍ جميل . تختلف شعوب الأرض في الكثير لكنها تتفق على أن للموسيقى أثر المطر !تتدفق كل أوقاتنا لذاكرتي الآن فلا أملك إلا الإبتسام ودعاءٌ طويلٌ يصل للسماء أن يحفظكما الله أينما كُنتما . أتُراها ضمتك الغربة هُناك ام لا تزال تحتضن الوطن يا محمد ؟! وأنت يا خليفة ألا يزال رمل شاطئ "الحيل" يشتكي خُطاك الكثيرة ؟! البحرُ صديقٌ وفيّ أيها العزيز .
. . .
(3)
لم نلتقي كثيراً في الآونة الأخيرة ، وحين إلتقينا ثلاثتنا في ذلك المطعم كان لقاءاً بارداً لطول الغياب ! عتابٌ طويلٌ - كعادتنا- ولومٌ شديد على التقصير المتبادل . خرجنا أوفياء وكل منا يُدرك يقيناً أنه مدينٌ للآخر بشيء من الوقت .
. . .
(4)
أنا أكثركم وفاءً !!
/
\
برزبن 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق