الجمعة، 17 أبريل 2009

ليلة عيد !!

ها هي ليلة العيد إذن !
هكذا حدث نفسه وهو يقود سيارته في شوارع تلك المدينة الغربية بلا هدى .. كان يستمع لأم كلثوم وهي تشدو من المسجلة
" يا ليلة العيد آنستينا وجددت الأمل فينا يا ليلة العيد
هلالك هل علينا فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حا يجينا على قدومك يا ليلة العيد "
كان يردد معها وحشرجة حزن تلهب صوته .. يد واحدة تمسك بالمقود والأخرى تركت آثارها على خده .. يتأمل في إنارة الشارع .. تبدو له الرؤية ضبابية .. إنتبه لدموعه تجري .. مسحها بكُم قميصه وأدار السيارة بإتجاه شقته ..
فتح الباب على مصراعيه وتركه .. إستوحش الظلام .. تذكر كيف أنه في مثل هذا الوقت يدخل على أمه .. يُقبل رأسها ويبارك لها بالعيد بينما تقوم بإعداد مستلزمات " العرسية " إستعداداً لتحضيرها فجر العيد ..
أقفل الباب وإستند عليه بظهره .. بكى بكاءاً مراً .. إنتبه لهاتفه يضيء معلناً عند قدوم إتصال .. " ست الحبايب يتصل بك " .. هكذا كانت تستفزه الشاشة للرد لكنه تفاداه فلم يكن يريد أن يستقبل إتصال والدته وهو بحال كهذا .. كعادتها ستقول له " كيف العيد بدونك يا وليدي ! " ثم تختفي في نوبة بكاء مرير فيستلم بعدها السماعة والده ليشد من أزره ..
فتح كمبيوتره على إذاعة بلده .. كانت تبث أغاني العيد .. حينها توجه لخزانة الملابس ..
أخرج ثوبه التقليدي .. لا يزال كما هو حين تركه العيد الماضي .. فرش قماشاً على الأرض وانحنى ليقوم بكيّه ..
" جمعت الأنس ع الخلان
ودار الكأس ع الندمان
وغنى الطير على الأغصان
يحيي الفجر ليلة العيد "
سقطت دمعتين على الثوب الأبيض .. " لما أقوم بكيه ! " هكذا قال وهو يسحبه بقوة ويرميه على السرير القريب .. أدار أغنية أم كلثوم مرة أخرى واستقلى محتضناً ثوبه ..
" يا ليلة العيد آنستينا وجددت الأمل فينا يا ليلة العيد
هلالك هل علينا
فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حا يجينا على قدومك يا ليلة العيد "

**
رسائل التهنئة لا تكف عن طرق هاتفه .. كان يصحو كلما وصلت رسالة ..
" يا ليلة العيد يا نور العين يا غالى
يا شاغل مهجتي وبالى
تعال اعطف على حالي
وهني القلب ليلة العيد
حبيبي مركبه تجرى
وروحي بالنسيم تسرى
قولوا له يا جميل بدري حرام النوم في ليلة العيد "
أخذ يردد معها ..
"يا دجلة ميتك عنبر
وزرعك في الغيطان نوّر
يعيش هارون , يعيش جعفر
ونحيي لهم ليالي العيد "
ثم نام مبلل الخد .. في صباح العيد توجه لجامعته .. كانوا يرون شخصاً يمشي في الممرات مرتدياً ثوباً تقليدياً وابتسامة مقهورة وجدت طريقها في محياه !!
/
\
ليلة العيد
داؤود الجلنداني ..
9 / 12 / 2008
برزبن الأسترالية

هناك تعليقان (2):

  1. hehehehehe...shar al baliyah ma yo'97k..
    ALlah be with you guys...i don't know how it feels but i can imagine it

    but u know,,everything happens for a reason ,,and one might be for you is to appreciate the pleasure of el 3eed that somtimes,,ppl like me who haven't been abroad,,feel its becoming silly every year!!

    peace..

    ردحذف
  2. Medical Student,
    everytime i want to reply you i write ( medical centre ) instead of ( medical student) hehehehe !!
    sorry i did not mean it Wallah
    everything happens for a reason sis :) and i am happy with my life no matter how difficuly it is.
    warm regards
    by the way, i like your blog. it is very nice.

    ردحذف